العلامة التّجاريّة:
العلامة التّجاريّة القويّة هي أساس نجاح كل منتج جديد، وقد كشفت دراسة استقصائية أجرتها “Nielsen” لابتكار منتجات جديدة عالميّاً أنّ ما يقارب 59% من الجمهور يفضّلون شراء منتجات جديدة من علامات تجاريّة معروفة لهم، و 21% من الجمهور على استعداد لشراء منتج ما من علامة تجاريّة محبّبة لهم.
المتخصّصون في التّسويق ليس هم فقط مَن يقومون بخلق علامة تجاريّة، بل الدّور الأكثر أهميّة يكون دور المصمّمين في كيفيّة تصميم علامة تجاريّة خاصّة بشركتك تَعرِض أهدافك وغاياتك بطريقة واضحة وسهلة يفهمها الجمهور المستهدف ويستطيع المسوقون تسويقها.
يمكننا القول بأنّ التّصميم هو السّفير الصّامت لعلامتك التّجاريّة، وهذا ما قاله مصمم الجرافيك الأمريكى (Paul Rand) وفقًا لقاموس المصطلحات التّجاريّة العالميّة أنّ العلامة التّجاريّة: هي تصميم فريد يُسْتَخدَم في خَلْقِ صورة وترك انطباع يعكس شركتك أو مشروعك للجمهور.
تختلف العلامة التّجاريّة بين الشّركات من حيث الشّكل والمضمون، فكلّ شركة لها تجربتها الخاصّة بحسب البيئة الّتي تواجدت فيها وطبيعة عملها والمنتجات والخدمات الّتي تقدّمها للجمهور.
وحتّى لا يختلط عليك الأمر فالعلامة التّجاريّة لا تتمثّل في الشّعار (اللوجو)، بل هي مفهوم عام يشكّله المستخدم والعميل عن شركتك من الانطباع الّذي يتّخذه حول الشّركة.
الهدف من تصميم وخلق علامة تجاريّة:
أن تقدّم للجمهور أسلوب موحّد يتذكّره دائمًا مع اختلاف المنتجات والخدمات الّتي تقدّمها الشّركة، وهذا هدف في تصميم علامتك التّجاريّة حتّى يثبت اسمها في ذهن العميل، أيضاً عدم ربط الشّركة بمنتج واحد أو خدمة واحدة فقط ليفهم المستخدم طبيعة ما تقدّمه الشّركة أكثر ويثبت ذلك في ذهنه.
يعتمد صنع علامتك التّجاريّة القويّة على الرّسالة الّتي توضّحها وترسلها وتأثيرها العاطفي فيها، ومن المهم أيضًا خَلْق ميزات جماليّة لعناصر العلامة التّجاريّة.
ولتصميم علامة تجاريّة مناسبة على المصمّم دراسة الأهداف التّجاريّة للشركة أو المشروع، وإجراء بحث مُتْقَن عن (الفئة المستهدفة، والسّوق، والمنافسين).
الهُويّة التّجاريّة:
الهُويّة: هي مجموعة من العناصر، تَعْرِض صورة بصريّة للعلامة التّجاريّة ويمكن القول بأنّها تتألّف من ثلاثة أجزاء:
- (تصميم الشّركة)، وهذا يعرض الشّعار، والألوان الرّسميّة للشركة.
- (اتّصالات وعلاقات الشّركة)، ويكون من خلال الإعلان، المعلومات، والخدمات الّتي توفرها الشّركة.
- (رؤية وأهداف الشّركة).
الهُوية التّجاريّة: هي الصّورة البصريّة للمشروع أو الشّركة، وهي مفهوم مادي مقارنةً بالعلامة التّجاريّة، فالمصمّمون يقومون بعمل هُويّة بصريّة متكاملة للشركة، هُوية تستطيع التّعبير عن شركتك في أيّ زمان ومكان، وهُوية خاصّة ومحدّدة. ثمّ يقومون بتقديم دليل إرشادي لكيفية استخدام هُوية الشّركة.
فيمكننا القول أنّ الهُويّة التّجاريّة للشركة هي مجموعة من (الحواس ،والألوان، والخطوط، والأشكال) الّتي تستخدمها الشّركة لعرض خدماتها ومنتجاتها بطريقة مختلفة عن منافسيها، وبطريقة ثابتة توضّح أهدافها ورؤيتها وتستمر باستمرار الشّركة أو المشروع، ويمكن تجديدها وتطويرها حسب أهداف الشّركة وتطوّرها.
هل دخلت مطعمًا من قبل وسمعت موسيقى كلاسيكيّة أو موسيقى جاز أو أيّاً كان، وفي كلّ مرّة تزور هذا المطعم تجد نفس الإيقاع الموسيقي لا يتغيّر؟
ربما تعتقد أن أصحاب المطعم لطفاء ويرغبون في جعل مزاجك أفضل، لكنّ الحقيقة تقول أنّهم يصنعون هُوية خاصّة بهم تُطْبَع في ذهنك، ويحافظون عليها ليصبح المطعم مميّزاً وخاصّاً بالنّسبة لك، يترك فيك رغبة لزيارته مرّة أخرى، بل يمكن أن يُصْبِح مطعمك المفضّل إن كنت من محبّي هذا النّوع من الموسيقى.
أصبحت الهُويّة التّجاريّة هي لغة العصر في التّعبير عن العلامة التّجاريّة، كما أنّها سهّلت عمليّة الاختيار على الجمهور، لكن مع الأسف قد تكون الرّؤية المصغّرة من قِبَل البعض للهُويّة التّجاريّة تجعلهم يهملون أهمّ عناصرها الأخرى مثلاً كــ(الرّائحة، الصّوت، اللّهجة، والملمس…إلخ) الّتي تجعل علامتهم تبدو وكأنّها حيّة، تمنحها شخصيّة خاصّة قادرة على ترك انطباع لدى الجمهور.
فهُويّة العلامة التّجاريّة تخاطب جميع الحواس، ويجعلك تتأكّد من هذا أنّ الهُويّة التّجاريّة موجودة في كلّ مكان في العلامات التّجاريّة الكبرى المشهورة والمتميّزة، والّتي استطاعت ترك انطباع خاص لدى عملائها، مثل: (Gucci، Canon وMcDonald)، وغيرهم من الّذين استطاعوا تحقيق المعنى الحقيقي لهُوية تجاريّة قويّة ومتميّزة.
الأدوات البصريّة للهُويّة التّجاريّة:
يتمّ تصميم الهُويّة التّجاريّة من خلال مجموعة من الأدوات البصريّة والّتي يتمّ تجميعها عن طريق معرفة الرّسالة والرّؤية الخاصّة بالشّركة، فبذلك نحافظ على تماسك وتناسق الهُويّة مع العلامة التّجاريّة لتصبح العلامة التّجاريّة معروفة وسهلة التّمييز عن غيرها.
وتكمن الأدوات البصريّة في:
- (الشّعار)، وهو الرّمز الّذي يمثّل الهُويّة والعلامة التّجاريّة ويجب اختياره بعناية، لأنّه الأساس الّذي يكتمل من خلاله تصميم الهُويّة.
- (الأوراق الرّسميّة)، مثل: ورقة المكاتبات، الكارت الشّخصي، الأظرف، الختم، السنّادات.
- (الزّي الرّسمي الخاص بالشّركة)، التيشرتات المطبوعة بلوجو الشّركة.
- (المطويّات، و البورشور الخاص بالشّركة)، وهو تعريف بسيط للشركة وخدماتها.
- (اللّافتات)، سواء كانت داخليّة أو خارجيّة.
- (الحواس)، مثل: الصّوت، الرّائحة، والملمس إن وُجِدَ.
- (الأغراض التّسويقيّة)، كالموقع الإلكتروني، وصفحات التّواصل الاجتماعي.
كلّ هذه الأدوات تساعدك في صُنْع هُويّتك التّجاريّة الخاصّة بمشروعك أو شركتك ممّا يدعم علامتك التّجارية، ويتم صنع هذه الأدوات من خلال اختيار (مصمّمين محترفين في صُنْع الهُويّة التّجاريّة) وتقديمك لهم كافّة المعلومات الخاصّة عن شركتك حتّى تساعدهم في الوصول إلى الهدف المُراد بطريقة واضحة وسهلة العرض على الجمهور المستهدف لتشكيل صُنْع هُويّتك.
ويمكن للمصمّم تشكيل وبناء الأساس للعلامة التّجاريّة في صُنْع هُويّة خاصّة ومميّزة، لكن المسؤول الأوّل عن نجاح الهُويّة وشهرة العلامة التّجاريّة هو (الجمهور المستهدف)، لذلك من المهم دراسة الجمهور المستهدف الّذي يتعامل مع المُنتَج أو الخدمة قبل البدء في صُنْع هُويّة تجاريّة.
مراحل تصميم الهُويّة والعلامة التّجاريّة:
سنتعرف على ست مراحل أساسيّة تساعدك في بناء وتصميم هُويّة تجاريّة إبداعيّة، احترافيّة، وناجحة.
1. الأهداف التّجاريّة والهُويّة الشّخصيّة:
عمليّة وضع أهداف و رؤية للشركة ليست من مهام المصمّم إلّا أنّها الأساس الّذي يعتمد عليه في مراحل تصميمه للهُويّة وبناءه للعلامة التّجاريّة، ومن أجل تحقيق هُويّة إبداعيّة مميّزة بدايةً على الشّركة تحديد أهدافها و رؤيتها والتّفكير في الانطباع الّذي تريد تركه للجمهور المستهدف.
بعد ذلك ليتمكّن المصمّمون من معرفة الاتّجاه الخاص بالشركة والأسلوب الّذي سيقومون باختياره في عمليّة تصميم الهُويّة وتحديد الطّابع الّذي تريد أن تقدّمه الشّركة للعملاء.
