كيف تحافظ على تركيزك

في عام 1913م قام ماكس رينجلمان (Max Ringelmann) بتجربة، طلب من النّاس فيها سحب حبل بشكل فردي أو جماعي، ووجد أنّه عندما يعمل الفرد بمفرده فإنّه يبذل قصارى جهده ليتم المهمّة بنجاح أكثر ممّا لو عمل ضمن فريق، فكانت النّتيجة أنّه كلّما زاد حجم الفريق قلّ شعور كلّ عضوٍ في الفريق بالمسؤوليّة لبذل الجهد الكافي في ضمان النّجاح، ولو تمّ تطبيق ذات الأمر (تأثير رينجلمان) على الاجتماعات الافتراضيّة عندما لا تكون في تركيزك التّام في وقت الاجتماع (سحب الحبل) ستشعر بحافز أقل للاستماع والمشاركة، وكلّما شعرت بعدم الانتماء للاستماع والمشاركة، كلّما زاد تشتّت انتباهك، وبالتّالي قلّت إنتاجيّتك بما ستقدمه للاجتماع، لذلك قد يكون من الصّعب عليك الجلوس لوقت طويل أمام شاشة الكمبيوتر والتّركيز على محاضرتك أو اجتماعاتك بشكل جيّد، يمكنني تَفَهُّم إحباطك.

وبما أنّك فتحتَ هذا المقال فأنت بلا شك تهتمّ في تحسين جودة أداءك ضمن فريقك أو محاضرتك، وإليك هذه النّصائح الّتي ستساعدك في التّركيز لمدة أطول وبالتّالي التّأثير على قوة أداءك:

1- قم بإيقاف تشغيل الإشعارات من هاتفك أو وضع هاتفك خارج المكان الّذي تجلس فيه تماماً، فهذا يساعدك بشكلٍ أفضل، لأنّ الإشعارات سواء أكانت (رسالة واتس اب، أو رنّة سناب شات، أو رنّة انستغرام…إلخ) سبب كافٍ ليجعلك دائماً في تشوش ممّا يؤدّي انتقالك من تطبيق لآخر.

2- تفاعل في الاجتماع، فالتّفاعل يعزز فهمك وتركيزك عمّا يدور من مواضيع، وتستطيع ذلك من خلال تأكيد الكلام أو إبداء الرّأي إن كنت تخالف الرّأي الآخر، أو طرح الأسئلة…إلخ.

3- حدّد هدف الاجتماع، لا بدّ قبل دخولك للاجتماع أن تأخذ ثلاث دقائق تفكّر فيها:
بماذا سأخرج من هذا الاجتماع، وما الهدف من هذه المحاضرة؟
تلك الأسئلة ستدفعك للحصول على هدفك، كما أنّها ستدفعك للاهتمام بما ستكتسبه من معرفة.

4- ضع بجانبك (ورقة، وقلم) قلتُ: (ورقة، وقلم) وليس (جوّال أو تاب) للتدوين، أنت تحتاج تدوين ما يدور في المحاضرة من أفكار أو معارف، ذلك يساعدك في التّركيز على ما يدور فيها، وتنجنّبك القيام بعمل آخر لا يخصّ المحاضرة، مثل شعورك بأنّ عليك تأدية مهمّة مستعجلة -برغم أنّ الحقيقة تقول بأنّ هذه المهمّة لايضرّ لو أُجِّلَتْ بعضاً من الوقت-، أو مثل إرسال رسالة لصديق ما.
وفي حال خطر في بالك بعض المهام الخارجة عن موضوع المحاضرة فيمكنك تدوينها على الورقة الّتي بين يديك كمذكّرة عند انتهاءك من اجتماعك يمكنك القيام بها، وكن حذراً ألّا تفعلها في نفس الأثناء، لأنّ هذا سيقطع عليك تركيزك.

5- عندما تفقد تركيزك اسألْ، هذا ليس شيء مخجل أو معيب على العكس تماماً، فالتّشتت أمر يواجه الجميع، وهو أمر طبيعي طالما لم نتعود خلال إطار حياتنا على هذا النموذج من المحادثات، فلا بدّ أن تسأل عمّا وصلوا إليه، وتأكّد أنّ الاستماع بتركيز سيرفع من مكانتك في المحادثة، كما أنّه يزيد من احتماليّة رغبة الآخرين في الجلوس والاستماع إليك.